لم تشر المصادر الأدبية القديمة إلى أن للإمام علي ديواناً شعرياً، ومع ذلك كثرت في الآونة الأخيرة طبعات ديوانه، أو ما نسب إليه من شعر، وتختلف هذه الطبعات اختلافاً كبيراً في عدد القصائد والمقطوعات الشعرية المنسوبة للإمام. والدارس لشعر علي يجد أن معظم ما نسب إلى الإمام. والدارس لشعر علي يجد أن معظم ما نسب إلى الإمام هو عبارة عن مقطوعات شعرية مبثوثة هنا وهناك في المصادر الأدبية المختلفة، ومنها أدب الدنيا والدين وشرح نهج البلاغة وزهر الآداب، وبهجة المجالس، ونور الأبصار والمستطرف من كل فن مستظرف وغيرها. كما يجد أن الكثير من شعره ينسب إلى غير الإمام كأبي العتاهية، والإمام الشافعي، والأفواه الأودي، ومحمد بن بشير وغيره. والطابع العام الذي يغلب على ما نسب إلى الإمام علي من شعر هو الحكمة والتأمل والزهد والتدين بأسلوب فصيح واضح بعيد عن التكلف اللفظي، والتقعر المعنوي، ولذلك شاع على الألسنة، وذاع في مجالس الوعظ. وهذا الكتاب يضم بين طياته العديد في المقاطع الشعرية المنسوبة إلى الإمام علي عنى المحقق بترتيبها على حروف المعجم مع شرحها شرحاً مستفيضاً والتقديم لها بمقدمة كانت بمثابة ترجمة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. إلى جانب هذا اعتنى المحقق بضبط الأشعار ضبطاً يكاد يكون تاماً، ووضع أسماء البحور الشعرية، ووضع عناوين للقصائد الأرجاز والمقطوعات الشعرية.