نحن حقًّا سعداء لأنك قررت شراء هذا الكتاب الذي يتحدث عن الطموح الحقيقي؛ لأننا في مجلة سيكولوجيز نؤمن بأن الرابط بين الطموح والنجاح هو كلمة الحقيقي. ونحن نعني بكلمة الحقيقي ما تشعر أنت بأنه مناسب لك. ونود أن نستهل الحديث بإخبارك بأن اهتمامك بما هو حقيقي يشير إلى أن عقلك الآن مضبوط على الموجة الصحيحة من أجل تحقيق النجاح.
في هذه المرحلة، نعلم أنك أدركت حاجتك إلى إيجاد الطريقة التي توصلك إلى النجاح، وربما تشعر بالحاجة إلى معرفة المزيد عن طبيعة الطموح، والخطوات التي عليك اتخاذها لتحقيق أقصى استفادة من طموحك. ربما يكون لديك طموح واحد محدد في حياتك، ولكن قد يوجد شيء يجعلك غير متأكد مما إذا كان من الممكن تحقيقه أم لا، أو ربما لا يكون الطموح بالنسبة إليك مبنيًّا على هدف واحد، بل على معرفة كيفية تحقيق النجاح، أو ربما تكون قد وصلت في حياتك إلى طريق مسدود، وترغب في معرفة كيفية الخروج من هذا المأزق، وطبيعة البدائل المتاحة أمامك. كذلك ربما تكون حياتك جيدة تمامًا، ولكنك لا ترغب في أن تعيش حياة جيدة فقط، بل ترغب في أن تعرف هل من الممكن أن تعيش حياة مثيرة ورائعة، وماهية السبيل إلى ذلك.
لذلك فهناك العديد من الأسباب التي ربما دفعتك إلى شراء هذا الكتاب، ونحن في مجلة سيكولوجيز نعلم أن هناك شيئًا واحدًا مشتركًا بين جميع قرائنا، وهو أنهم يسعون جادين إلى عيش أفضل حياة. وأفضل حياة بالنسبة إلى قرائنا لا تتعلق فقط بمجرد المؤشرات الظاهرية والتقليدية الدالة على النجاح، وإنما تتعلق كثيرًا بالصحة النفسية؛ فنحن نعلم من خلال آراء المعالجين النفسيين، ومدربي الحياة الذين يكتبون في مجلتنا، وكذلك من خلال آراء أولئك الذين نجري مقابلات معهم في كل شهر، أن النجاح يشغل حيزًا كبيرًا من تفكير عملائهم، ومن ثم يعْلَق الناس في الشعور بأنهم لم ينجزوا في حياتهم “بما فيه الكفاية”، أو يوبخوا أنفسهم بقسوة؛ لأنهم يشعرون بأنهم مقصرون.
لقد أصبح السؤال “كيف تكون ناجحًا؟” سؤالًا مهمًّا منذ الثمانينات. وهناك الكثير والكثير من الكتب التي تتناول هذا الموضوع. إذن، ما الذي يجعل هذا الكتاب مختلفًا عن بقية تلك الكتب؟ لقد استشعرنا في بعض الأوقات، من كلٍّ من الخبراء الذين نتواصل معهم، والأبحاث النظرية التي نطالعها، وآراء قرائنا، أن هناك تحولًا ثقافيًّا كبيرًا فيما يشكل معالم النجاح؛ ففي الثمانينات من القرن الماضي كان النجاح يتمثل في الشباب الواعد من الطبقة العاملة، ثم مررنا بفترة التسعينات التي تمثل النجاح فيها في الأشخاص الذين حققوا ثراءً سريعًا، ثم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ حيث كان النجاح يتمثل في النزعة الاستهلاكية واسعة النطاق. وفي السنوات الأخيرة، أصبح النجاح في ثقافتنا مرتبطًا بالطريقة التي تتصرف بها الشخصيات الثرية البارزة في المجتمع، ونجوم تليفزيون الواقع. أما الآن ونحن نخرج رويدًا رويدًا من فترة كساد اقتصادي هنا في المملكة المتحدة، فإننا نعتقد أن هناك إحساسًا قويًّا بالرغبة في إعادة صياغة معنى النجاح والطموح.