الأربعة الشفرة الخفية لامازون وأبل وفيسبوك وجوجل

وفي وقت تأليف هذا الكتاب، أصبح “جيف بيزوس” ثالث أغنى شخص في العالم، وسيصبح رقم واحد قريبًا. فالأول والثاني هما “بيل جيتس” و”وارن بافيت” اللذان يعملان في مجالين كبيرين (برامج الحاسوب والتأمينات)، ولكن لا يترأس أي منهما شركة تنمو بنسبة 20 % كل عام، وتهاجم قطاعات تقدر بمئات المليارات من الدولار وكأنها فريسة عديمة الحيلة.4،5آبل: علامة آبل التي تزين غالبية الحواسيب المحمولة والهواتف النقالة المرغوبة هي الشارة العالمية على الثروة والتعليم والقيم الغربية. وتشبع منتجات آبل في جوهرها حاجتين غريزيتين داخل كل إنسان: الرغبة في السمو الروحاني وجذب الجنس الآخر. وهي تسير وفق منظومة معتقدات صارمة وذات طبيعة شبه دينية تضفى هالة قدسية على الشركة وتبجل قادتها. وتضم بين صفوفها أهم الأشخاص في العالم على الإطلاق: فئة المبتكرين. وأصبحت آبل أكثر شركة تحقق أرباحًا في التاريخ من خلال تحقيق الهدف التناقضي في سوق العمل، تصميم منتج بأقل تكلفة وبيعه بأعلى سعر.6 والصورة الموازية لها هي شركة سيارات تبيع سيارات بهامش ربح سيارات الفيراري وكميات إنتاج كشركة تويوتا. وفي الربع الأخير من عام 2016، حققت شركة آبل صافي أرباح يعادل ضعف ما حققته شركة أمازون بالكامل منذ تأسيسها منذ ثلاثة وعشرين عاما.7،8،9،10 تعادل السيولة النقدية لشركة آبل تقريبًا نفس إجمالي الناتج المحلي لدولة الدنمارك.11،12فيسبوك: على مقياس التطبيق والاستخدام، تعتبر فيسبوك الشركة الأنجح على مدار التاريخ الإنساني. يبلغ عدد سكان العالم 7.5 مليار شخص، ويوجد 1.5 مليار شخص يستخدمون فيسبوك بشكل يومي.13،14 ويعد فيسبوك (المركز الأول)، وفيسبوك ماسنجر (المركز الثاني)، وإنستجرام (المركز الثامن) ي تطبيقات الهواتف الأكثر استخدامًا في الولايات المتحدة الأمريكية.15 وتشغل شبكة التواصل الاجتماعي والشبكات الأخرى التابعة لها خمسين دقيقة من يوم المستخدم العادي.16 دقيقة واحدة من كل ست دقائق يقضيها المستخدم على الإنترنت تكون على موقع الفيسبوك، ودقيقة من كل خمس دقائق يقضيها على الهاتف المحمول تكون على الفيسبوك.17جوجل: جوجل هو مكتبة البحث الجديدة بالنسبة للإنسان؛ فهو مصدر المعرفة، الموجود طوال الوقت، ويعلم أدق أسرارنا، ويخبرنا بالمكان الذي نوجد فيه الآن، والمكان الذي نحتاج إلى الذهاب إليه، ويجيب عن أتفه أسئلتنا وأعمقها في الوقت نفسه. ولا تتمتع أي مؤسسة بالثقة والمصداقية التي يتمتع بها جوجل: حوالي واحد من كل ستة استفهامات تطرح على محرك البحث لم تطرح من قبل.18 من الحكيم أو العاقل أو العالم أو المرشد الذي يحظى بمثل هذه الثقة لدرجة أن يطرح عليه العديد من الأسئلة التي لم تطرح على غيره من قبل؟ من الذي يكون على استعداد لتلقي مثل هذا القدر الكبير من الاستفسارات عن المجهول من جميع أنحاء العالم؟حققت جوجل التابعة لمؤسسة ألفابت في عام 2016 أرباحًا بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، وزادت العائدات بنسبة 23 %، وقللت تكاليف الإعلانات بنسبة 11 %، وكانت هذه ضربة قاضية للمنافسين. وجوجل – على النقيض لغالبية المنتجات الأخرى – تزداد قيمته مع الاستخدام.19 ويستمد محرك البحث قوته من قوة ملياري شخص طوال الساعات الأربع والعشرين كل يوم المرتبطة برغباتهم (ما تريد)، وقراراتهم (ما تختار)، ما يؤدي إلى حصوله على عائد أكبر ككل من مجموع أجزائه.20 والأفكار المتعلقة بسلوك المستهلك التي يستخلصها جوجل من مليارات الأسئلة التي تطرح عليه كل يوم تجعله الفارس المنفذ للعلامات التجارية ووسائل الإعلام. وعلامتك التجارية الجديدة المفضلة هي تلك التي يظهرها جوجل لك في 0.0000005 من الثانية.