«وَطنْ غُربتي» عنوان روائي يحمل دلالة إقصائية قسرية يدل على حدوث فعل الارتحال عن الوطن غير أن الروائية هبه هَوْساوي أضافت إليه غربة من نوع آخر هي غربة الذات، إذ لا تكف الصور الروائية عن الإيحاء بـ “المنفى الداخلي”، وتكثيف ملامح الغربة و”عدم الانتماء” لتربة الوطن، مُشكلةً لحظات تصويرية فارقة في مسار حيوات أبطال روايتها، خارج حدود الوطن وتفعل ذلك من خلال تحليل مجموعة من الصور الروائية التي تحكي قصة حب عابريّن جمعتهما ذكرى المحطات ولحظات العبور، ثم ما لبثت أن ذبلت قصتهما سريعاً في صفوف الانتظار ومقاعد العابرين ووراء لافتات المحطات، ولم يبقَ منها إلا صدىً خافتٌ لرسائلهما فيها. هي قصة فتاة مهاجرة من وطنها “سورية” إلى “روسيا” على أثر الحرب التي طالت بلادها، وهناك في الغربة أحبّت عابر سبيل، عَبَرَها ولم يكترث، جعلها تعبر قلبه كلاجئة خسرت وطنها الثاني كما الأول الوطن، عَبَرَها بعدما اعتنقته وطناً لغربتها، فكان وداع ٌ بلا موعد ورحيلٌ بلا إذن.. إنها الغربة الهروب من كل شيء إلى اللاشيء…