– العثور على شعر آدمي في لوحة أثناء ترميمها. – والسر وراء عدم نشر أي من لوحات فنان فرنسي في كتاب وصف مصر. – ومن أحبت زينب البكري القائد العسكري أم الفنان التشكيلي؟ ثلاثة عناوين رئيسية يُمكن أن تشكل مدخلاً لقراءة “شغف” وهي محكية روائية متباينة في سردها ومراميها، بيد أنها متقاربة في سعيها إلى استكناه الفتنة المشرقية، والمزاوجة بين التاريخ والفن والعاطفة، تمظهرت عبر تفاصيل حياتية، غائرة في الذوات العميقة للمصريين، وقد جعلت منها الكاتبة المصرية “رشا عدلي” هويةً لمجتمع عربي لم ولن يتحول يوماً إلى كيان أجنبي، وإنما بقي امتداداً للذات الوطنية، ومكوناً من مكونات الإحساس باللغة والتاريخ المُشرق والخالد. – والرواية تختصر كل الألق الفني والثقافي والفكري والسياسي لتاريخ مصر العربية بين الماضي والحاضر. تعود فيها الكاتبة عبر بطلة روايتها وهي أستاذة في تاريخ الفن إلى القاهرة إلى العام 1798 لتكشف عن سر لوحة رُسمت لفتاة مصرية جميلة في الفترة الزمنية من العصر الذهبي للاستشراق، يبدو أن فناناً مغموراً قد رسمها، من دون أن يوقع اسمه عليها ولم يعرفه أحد!! – فما هو سر صاحبة هذه اللوحة؟ ولماذا كان شعرها ملمساً حقيقياً لشعرٍ آدميّ؛ وهل هو حقاً شعرها؟ وما هي علاقتها بالفنان الذي رسمها؟ وهل صحيح أن هذا الفنان كان غريماً لنابليون الذي وقع في غرامها؟ ولماذا اقتيدت هذه الفتاة لحتفها في أحد الأيام لتكفِّر عن ذنبٍ لا ذنب لها فيه؟ ولماذا قتلت بفصل رأسها عن جسدها، وعلق رأسها على باب القلعة لتكون عبرة؟ وهل كانت بالفعل فتاةً لعوباً، تربطها علاقة برجلين؛ أم أجبرت على ذلك وقتلت ظلماً؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح تساؤلاً منهجياً بشأن العلاقة التي يمكن إقامتها بين التاريخ والتخييل، بين الخطاب التاريخي والخطاب الروائي، والطريقة التي يتم من خلالها استلهام التاريخي في الجمالي، ومدى إمكانية الاستفادة من تاريخ الفن لكتابة نصوص روائية تخييلية؟ وربما تكون الإجابة قد سبقت التساؤل في وسم الكاتبة رشا عدلي “شغف” بأنها رواية (مستوحاة من أحداث حقيقية) وأن الأمر ليس مجرد لوحة، وإنما بمثابة صوت بعيد على الأثير يبعث برسالة ما…