«حَمَامُ الدَّار أُحجِيَة ابن أزرق» رحلة رؤيوية إبداعية جديدة للروائي الكويتي سعود السنعوسي ستشكل منعطفاً مهماً في تاريخ الرواية العربية الحديثة، إذ اختارت هذه الرواية عن عمد وبكامل الحذق، إعلان القطيعة مع ما سبقها من نصوص روائية، لتطرح نفسها في الآن ذاته كـ (رواية – نقيض) أو (رواية – تجريب) وبكلام آخر تبدو سردية مغايرة منهمكة في طور تجريب خلاق. – في الرواية اختار السنعوسي شخصيتان وهميتان وعهد إلى الشخصية الأولى عملية الكتابة والقص عن الشخصية الثانية. وبكلام آخر الكتابة عن شخصية مؤلفٍ ورقية كتبها مؤلفِّ آخر النص الأول (العهد القديم: صباحات عِرزال بِن أزرق) والنص الثاني (العهد الجديد: صباحات منوال بِن أزرق) والشخصيتان هما في طور تقديم “مشروع رواية” بناءً على مخطوط قديم ناقص وقد خطَ الكاتب عنواناً مؤقتاً في أسفله: نصٌّ لقيط! وعليه سنكون أمام قصَّة كاتبٍ عاجز عن إتمام نصِّه هو منوال الجبان الذي أخفق في محاولة الانتحار، ثم شرع بكتابة فشله.. سيكتب عن شخصية يجهلها تمام الجهل فصولٌ خمسة يُمثِّل كُلُّ فصلٍ منها صباحاً انتقاه من صباحات شخصيةِ كهلٍ مُضطرب مُريب مملٍّ منصرف ٍعن كلِّ شيء إلا بِضعة اهتماماتٍ تافهةٍ تلُفُّها الغرابة؛ قراءة مُذكراتٍ غامضة، وتطفُّل على حمامةٍ تمكثُ في دكَّةَ نافذتِه، يُزاحِمها مساحتها الصغيرة، ولا تسعفه مخيلته على إتمام هذه القصة، لذلك هو يعترف بأنه لا يعرف شيئاً عن عرزال بِن أزرق ويحاول معرفة أي شيء يُعينه على إنهاء قصتِه بقتلِه انتحاراً من نافذة غرفته الباردة لينتهي النَّص الذي كُتبَ بكفٍّ محروقة، أو لتُكمِل بقية الشخصيات النِّص من دونه. – عرزال ومنوال! من هو الكاتب ومن هو المكتوب؟.. هل هي قصة عرزال الكاتب الذي عجز عن إتمام نصِّه أم قصة منوال الجبان الذي أخفق في محاولة الانتحار وحاول كتابة فشله في رواية؟