أعوام عدة تزيد أو تنقص قليلًا عن أربعة عقود ساد وباء غامض قيل إن من يحمله وينقله جماعة من الناس عُرِفت باسم الحالمين، هؤلاء عُرِف عنهم أنهم يدّعون رؤية المستقبل فيما يشبه فيلمًا سينمائيًا في أحلامهم، يرون احتمالات متعددة وسبل وصولها انطلاقًا من حاضرهم، لكن البيان الذي أعلنته الحكومة بناءً على أبحاث العلماء المكثفة حينها كان يبرهن على أن تلك الإدعاءات ما هي إلا محض هراء، مجرد عرض من أعراض ذاك الوباء، عطب يصيب العقل ليبدأ في التوهم وتصور أحداث تدور في فضائه وحسب.لكن- ولحسن الحظ – توصل العلماء إلى مصل مقاوم للأحلام وفُرِض تناوله إجباريًا بشكل دوري على الجميع، لكن قلة رفضوا تلقي أمصالهم، رفضوا التخلي عن هبة الحلم، تلك القلة أصبحت نواة المتمردين الذين فروا لأقصى الحدود الشرقية وصولًا لمنطقة شلالات الموت ومن ثم اختفوا! ليمسي عالمنا اليوم خاليًا من الأحلام باستثناء ندرة يظهرون بين الحين والآخر.