Blog

  • الشوك والقرنفل

    تعبت من التمسك بالاشياء وحان وقت التخلي .. التخلي عن المبادئ ضعف وانهزام وها أنا أواجه انهزامي بالكلمات الكاذبة والأحاديث الغبية وبهذيان لا يصح معه ان اكون بين الناس هذيان لا تستوعبني فيه سوى مصحة نفسية ..المخلص دوما الإهداء.. إلى محبي فن الرسائل ومستشعري جماليات اللغة؛ مَنْ يقطنون في مصحة الحروف النفسية، ويبتكرون أساليب … أجمل للتعافي بالأفكار الجريئة .. إلى مَنْ يقرأون لغة اللون وضربات الفرشاة وهي تعانق سطح اللوحة ببطء، ويعزفون على سلم المشاعر لحن الخلود الأبدي .. إلى مَنْ مرَّ على عتبة الجنون إلى عتبة التجلي والإبداع. لربما كان من الجنون أن أجمع لكم هذا الكم الهائل من جيوش الكلمات المدججة بالمشاعر العميقة على مدار ثلاثة أعوام بنفس الوتيرة .. لربما كان من الجنون أن أكسر آلة الزمن، وأحشر نفسي في جسد إنسان تحلل قبل ولادتي بمئات السنين، وأنفخ فيه الروح واوقظ فيه الأحاسيس، وأتخيل وجوده في غرفة معزولة، وأعيش هواجسه وأحاسيسه الغريبة، ثم أدون ما انطفأ في روحه وأعتم.. إنه التخيل المفزع والجميل في آن واحد .. لكنني ما زلت أصفق لنفسي ببراعة؛ لقد فعلتها .. ها أنا أستشعر رهبة الإنجاز ونشوة الانتصار، وأصعد قمة الحرف وألوّح للأمل وللحياة وأقول .. لم يحن بعد الوداع، ولم يأتِ الخريف على كلماتي، ستنتعش وتزهر مثل الزهور، مثل عباد شمس يحني عنقه لأشعة الكلمات .. ما زال الربيع ينتصر بقوة وينتقم من فصول المشاعر الجافة، يزورني بزهوره؛ لأقطف لكم من حقول اللغة رسائل من ورد وحروف ..

  • ديمومة

    تأمل آدم في ذلك الصوت القادم إليه، يبحث عن مصدره يتفكر كلماته ولا يري من الحقيقة شيئًا، اقترب رويدًا رويدًا من تلك الشجرة، كانت نفسه تعافها بأمرٍ من خالقه، أما الآن فطيب رائحتها يزكم أنفه حتي لم يعد يري غيرها، خطواته بدأت بطيئة ثم سريعة فمتعجلة، والصوت يعود من جديد ليصدح مجددًا، خلد روحك واجعل من نفسك إلهًا لا يؤتمر، أنت فانٍ ولن تكون سوي ذلك مهما بذلت له من عبادة، ارتق لتجلس بجواره وقد تزيحه وتحل محله، الصوت يتكرر وكلما تردد آدم وشعر برغبة في التراجع كلما كانت تلك الكلمات تزيد عمقًا وقوة، لتكن خالدًا وأكون خادمك المطيع وعبدك العابد الناسك إليك، أنت لن تصدق إلا إذا جربت بنفسك، الوسوسة تستمر وآدم يحاول أن يقاوم، أن ينأى بنفسه عن زفير نجس لا يخرج سوي من شيطان رجيم لكن روحه كانت قد سقطت في تلك البئر، توغل الشيطان بداخلها، أغرقها في الوحل حتي صارت سوداء كسواد غراب سيراه فيما بعد، مع آخر تلك الكلمات قطف آدم أولي ثمار معصيته، طلب الديمومة والبقاء، أراد أن يرتمي في أحضان الخلود أن يبحث عنه في جنة لا يدخلها سوي المخلدون فهبط إلي الأرض مكلومًا محزونًا في شقاء لا ينتهي أبدًا، عصي ربه، طلب الغفران، سار إلي طريقه دون أن يتوخي الحذر وكان البشر هم النتيجة.