أنت قوة مذهلة

« هذيان امرأة عاشقة » نص في ماهية الحب لعوالمه تطرح من خلاله الروائية ” هند مطر ” معنى أن يصاب المرء بالحب من النظرة الأولى.. ثم يغرق بالحب مع كل نظرة ولمحة جديدة.. تلك هي حالة بطلة روايتها ” لين ” اللبنانية الجنسية المقيمة في الكويت مع والديها اللذان لم يرزقا بغيرها ؛ فنالت اهتمامهم حتى صارت مدللتهم وأميرتهم التي لم ينقصها سوى فارس الأحلام الذي سيملأ حياتها .. فارس يحملها معه على جواده الأبيض لتعيش معه أسطورية.. هكذا ظنت ” لين “. ولأن لين كان الحب عليها في بلد غير بلدها ودين وطائفة غير طائفتها ؛ عاشت كل سنين حياتها السبعة والعشرين هاجس البحث عن حب حياتها حتى وجدته في أول يوم عمل لها ” طاهر ” مديرها في العمل الذي استحوذ على كيانها وأصبح ملاذها.. ما جعلها تظن أنه المطلوب ، وبأنه الشريك في الحياة والحب إلا أنها تكتشف كان أو غير مكتمل. فهذا ” طاهر ” متعدد العلاقات والعشيقات بالإضافة إلى كونه ولديه أولاد… وبعد للحياة تخوض ” لين ” تجربة الحب هذه بكل جرأة وبكل ما فيها من معاناة وألم واحتضار تمردت صاحبته على المنطق والعادات والتقاليد.. تنتهي الرواية و ” لين ” جالسة على كرسي هزاز في غرفة أخصائية بالأمراض النفسية يرافقها والديها اللذان تركا الكويت للاستقرار في لبنان والبقاء بجانب ابتنهما.. ولسان حال ” لين ” يقول : هذا ما أوصلني إليه الحب… كم أشعر بالشفقة على نفسي… لقد عانيت بسبب بأنه سيتحقق ، فخورة بنفسي وبحبي بأنني أعيش قصة لا مثيل لها. بحثت عن الحب في عصر الخيانة ووجدته في قلوب جبانة… “. وبعد ، ” هذيان امرأة عاشقة ” رواية عن جنون الحب ، عن فتنته وعن المضي حتى النهاية في عوالمه الآسرة.. وطبيعته التجريدية بما هو علاقة بين طرفين من دون النظر إلى الظروف التي تحكم ذلك الحب..