رسمت صديقتي الكاتبة والرسامة الهزلية ” جينيفر برمان ” ” الشاب المتهرب ذي المليون عذر ” ؛ وكان العذر المفضل لي هو قوله : ” أنا آسف… لم تسأليني قط إن كنت أطفال أم لا ” ، ثم كان هناك رسمها الكاريكاتوري في مجلة نيويوركر يصور يتحدث إلى ابنه البالغ ، فيقول له : ” لقد أردت أن أكون إلى جانبك بينما تكبر ، أردت ذلك ، لكنني أصبت بشد عضلي ، ثم حدثت مشكلة ما في المتجر ، … لا بد أنك تتفهم الأمر على أية حال “. بينما يكمن حس الدعابة في كلا الرسمين الكاريكاتوريين في مدى العبث الذي يميزهما ، فكلنا تلقينا اعتذارات متبوعة بتبريرات تضيع قيمة الاعتذار ؛ لكونها غير مرضية ، بل إنها في الحقيقة تتسبب في أضرار جسيمة. لقد عكفت على دراسة الاعتذار وكذلك دراسة الرجال والنساء الذين لا يمكنهم تقديم الاعتذار على مدار . وبالطبع لست إلى أن تكون في هذه المسألة ؛ لتدرك متى لن تحصل على اعتذار مستحق ، ومتى ستتلقى يحطم معنوياتك ؛ فعبارة ” أنا آسف ” لن تحل المسألة إن لم تكن صادقة ، أو كانت مجرد وسيلة سريعة لإنهاء محادثة محرجة ، أو أن تكون متبوعة بتبرير أو عذر. كذلك يمكن التعرف على القوة المهدئة للاعتذار المقنع بشكل فوري ؛ فعندما يقدم شخص ما ، أشعر بالراحة والسكينة ، ويتبدد أي غضب أو سخط في نفسي ، كما أشعر بحال أفضل حين أتقدم باعتذار ، أعرف أنني مدينة به ، وأكون ممتنة للغاية لاستطاعتي رأب صدع علاقة ما بعد قطيعة بسبب اقترافي خطأ ما ، أو التصرف بسوء. ولا أقول إنني بطلة في الاعتذار ، فعلى سبيل المثال ، أحب في علاقتي بزوجي ” ستيف ” أن أعتذر عن الجانب الخاص بي من المشكلة لحساباتي الشخصية وأتوقع منه الاعتذار عن الجانب الخاص به لحساباتي لا حاجة إلى قول إننا لا نحسب الأمور بالشكل نفسه. ما يصعب علينا الاعتذار لأشخاص معينين ، وفي مواقف معينة ، وهناك اعتذارات تكون في تقديمها أكثر سهولة من اعتذارات أخرى ؛ أن تعيدي إلى بعض الأواني البلاستيكية الخاصة بها ، يختلف عن محاولة التفريق بينها وبين زوجها. وبالنسبة إلى المواقف التي قد لا تنطوي على أكثر من التصرف بشكل فظ ، ربما يكون كل ما يتطلبه الأمر هو مجرد عبارة ” أنا آسف ” صادرة من القلب ، لكن ليست كل المواقف بهذه البساطة. هذا الكتاب كيفية صياغة اعتذار عميق ذي معنى ، وفك رموز الاعتذارات التي تحمل في طياتها إلقاء اللوم عليك ، أو الغامضة ، أو الفظة . وبالذهاب إلى ما هو أبعد من ” كيفية صياغة ” الاعتذار الجيد ، سنستعرض مجموعة من القصص المثيرة للاهتمام ، التي توضح مدى أهمية الاعتذار البسيط ، ولماذا لا نحسن الاعتذار. كما سنلقي نظرة على الاعتذارات البطولية التي يمكنها فتح باب الصفح والمداواة ، ولو في ظل أصعب الظروف. وكما يشير عنوان الكتاب فإن الفصول التالية موجهة إلى الشخص المجروح أو الغاضب ، الذي تلقى أو غير صادق ، أو لم أي اعتذار على الإطلاق. فعندما نتلقى إهانة أو من شخص ما ؛ لأنه لا يفهم أنه قد جرحنا ، يمكننا تعلم خطوات معينة لازمة لتغيير نبرة الحديث ، وجعله يدرك ما صدر عنه من إهانة أو جرح لنا ، لكن في أوقات أخرى قد لا ينجح أي مما نقول أو نفعل في تغيير الطرف المعتدي ، الذي لا يندم على ما فعل. وفي الحقيقة ، كلما كان الأذى ، قل احتمال شعور الطرف المعتدي بالأسف الحقيقي ، وسعيه إلى إصلاح الموقف ؛ فماذا يفعل الطرف المتضرر إذن ؟ إن تحدي الاعتذار والمصالحة هو تجربة تجمع طرفين على الأقل ، ما نوجد على طرفي النقيض من هذه التجربة. ولنبدأ الآن ” عينة من الاعتذارات ” الموجزة ، التي تتراوح بين الاعتذار السهل والمتوسط والصعب.
لماذا لا تعتذر معالجة اثر
4.50 ر.ع.
رسمت صديقتي الكاتبة والرسامة الهزلية ” جينيفر برمان ” ” الشاب المتهرب ذي المليون عذر ” ؛ وكان العذر المفضل لي هو قوله : ” أنا آسف… لم تسأليني قط إن
متوفر في المخزون
الكود:
6281072098704
المؤلف |
هارييت ليرنر |
---|---|
الناشر |
مكتبة جرير السعودية |