طفلك مزعج و انت السبب

قد يبدو أن الطفل الصغير الذي يصرخ في والديه في طابور الدفع يريد حلوى بوش بوب ، وقد يبدو أن الطفل الذي وصل إلى الصف الثالث الابتدائي عندما يصرف بصره في فإنه يرغب في أن يكون أبواه أكثر له ، وقد يبدو أن التي ترغب في ارتداء تنورة قصيرة لا تناسب الآداب العامة إنما ترغب في الشهرة وجذب انتباه الآخر ؛ لكن ما يحتاجون إليه هو وضع حدود وتوقعات مناسبة. إن ما يحتاجون إليه هو فرص حقيقية لتعلم الانضباط ، وإظهار المسئولية ، وزيادة الثقة بالنفس ، والتحلي باحترام الذات ، واحترام من حولهم. إن ما يحتاجون إليه هو أن نأخذ نحن الآباء والأمهات بزمام الأمور. أن نقول لهم : ” لا ، توقفوا عن ذلك “. أن نخبرهم بأنه ليس عليهم التصرف بأسلوب مزعج لجذب انتباهنا ، أو للحصول على ما يريدون. أن نخبرهم بأننا نحبهم بما يكفي لنعلمهم التصرف بطرق أفضل. قد يبدو أن الأطفال المزعجين الذين يطاوعهم آباؤهم يحصلون على ما يريدون على المدى القريب ؛ لكن هذا ليس ما نريده لأطفالنا على المدى البعيد ، وهم أنفسهم لا يريدون أن يصبحوا كذلك. إذن ، كيف نمنع أبناءنا من أن يصبحوا مزعجين ، أو أن يستمروا في إزعاجنا ؟ سوف يساعدك هذا الكتاب على التعرف على تلك المواقف التي نسمح فيها لأطفالنا أو ربما نشجعهم بإزعاجنا ، كيف نرى أطفالنا وطريقة تربيتنا لهم كما يراها الآخرون ؟ وكيف نغير الأنماط الخاطئة لكي تتحسن الأمور لمصلحة أطفالنا ومن حولهم ، وكذلك لمصلحة عائلاتنا ولمصلحتنا نحن ؟ وكيف نتطور ونصبح الآباء الذين يستحقهم أطفالنا ؟ حتى إن كان أولئك الأطفال مستلقين الآن على الأريكة ، وقد وضعوا أقدامهم فوق منضدة القهوة ، ويصيحون لبعض الصودا, فانطلق وصب لهم المشروب ( ولا مكعبات الثلج ) ، ولكن أنذرهم بأن هذه ستكون هي المرة الأخيرة ؛ فالأمور على وشك أن تتغير