ترابها زعفران

يريد الكاتب لتراب سنوات العمر أن يكون في وهج الزعفران ، لا ينطفئ مهما لهيب الضنى والألم ، شبح الموت المنتصر. ذلك أن أجواء الطفولة الطافحة بالنداوة ولغة البدء ، تمنحنا حلم التجاوز ، ووهم ملاقاة ” الكلية ” الضائعة. ليست هذه النصوص سيرة ذاتية ، ولا منها. ففيها من شطح الخيال ،… ومن صنعة الفن ما يشط بها عن ذلك. فيها أ, هام أحداث ، ورؤى شخوص ، ونويات من الوقائع هي أحلام ، وسحابات من الذكريات التي كان ينبغي أن تقع ولكنها لم تحدث . لعلها أن تكون صيرورة ، لا سيرة. وليست ، فقط ، ذاتية. هي وجد وفقدان ، بالمدينة الرخامية ، البيضاء الزرقاء ، التي ينسجها القلب باستمرار ، ويطفو على وجهها المزبد المضيء. إسكندرية ، يا إسكندرية ، أنت لست ، فقط لؤلؤة العمر الصلبة في محارتها غير المفضوضة. مع ذلك ، أنشودتي إليك ليست إلا غمغمة وهينمة.