قبل سنوات قليلة ، تسلم ” سام ” بعد وفاة والده ، وبسبب حزنه الكبير ، ووقوعه تحت ضغوط متطلبات العمل ، وحياته الزوجية ، وتربية الأبناء ، لم يستطع اتخاذ قرار بشأن تعامله مع مبلغ الميراث ؛ فقرر وضع المال في حساب ادخاري بأحد البنوك المحلية ، وبين فترة وأخرى ، كان يفكر في كيفية استثمار النقود ؛ إذ كان يعرف أن عليه أن يستثمر هذه الأموال في… ، في شيء ما ، وكان على مدار العام ، يتلقى من الاتصالات الهاتفية من أحد موظفي البنك ، وكان يتكلم معه بلهجة شديدة الرسمية ، حيث بموظف إدارة الثروة ، وكان هذا الموظف يتصل بخصوص المال ، ويقترح عليه أن يلتقيا في اجتماع تكميلي. ذهب ” سام ” إلى البنك ، إليه الموظف القهوة والكعك الصغير ، وتكلم مع فيما يتعلق بأبنائه ، وعمله ، وخططه لقضاء عطلة الصيف المقبلة ، بعدها عرض الموظف عليه ، وصفه بأنه شبه مضمون ، وأخذ يتحدث بسرعة كبيرة حول نسب الأرباح المتوقعة ، والمخاطر ، وأهمية سوق البورصة. بعدها ، طلب موظف إدارة الثروة ، أو متخصص إدارة الثروات ، أو ما كان اسم وظيفته ، من ” سام ” أن يوقع على الأوراق ، حتى تبدأ الأموال في الدوران والتحرك ، على حد تعبيره. وقد رفض ” سام ” التوقيع ؛ إذ كان يعرف أن هناك معدومي الضمير في مجال إدارة الأموال ، وأراد أن يدرس الأمر بعناية شديدة. لذا ، اتصل ” سام ” بأصدقائه ، وأصدقاء أصدقائه ؛ وبعض أولئك الأصدقاء يعملون في القطاع المالي ، أو متزوجون من أشخاص يعملون في القطاع المالي ، ومن ثم يستطيعون أن يقدموا له اقتراحات على ما اكتسبوه خلال سنوات من خبرة في مجال عملهم ، أو من شركاء حياتهم ؛ واقترح أحدهم على ” سام ” أن يدير هو له تلك الأموال ، ولكنه لم يقل ما المقابل الذي سوف يتقاضاه نظير جهده ووقته ، فيما قال آخر إنه سوف يتصل بشركة فانجارد ، ويضع المال في شيء يسمى صناديق المؤشر ، بينما نصحه آخر بالاستثمار في السندات ، وتحدث آخرون عن تقسيم المال بنسب مختلفة على مشروعات استثمارية مختلفة ، واقترح صديق آخر الاستعانة بمستشارة مالية تدعى كيلي قدمت له خدمات رائعة فيما سبق. البعض الآخر على ” سام ” حكايات مرعبة ؛ كان هناك صديق وجد من أقنعه بالاستثمار في أسهم التكنولوجيا عام ١٩٩٩ ، ولكنه خسر ” وقدره ” ، على حد تعبير صاحب الحكاية ، وروى له زميل في العمل عن صديقة عائلته التي كانت تبدو طيبة ، ولكنها دفعت أمها إلى استثمار أموالها في مجال استثماري لم يحقق ما كان من الأرباح ؛ فتركت أمها في وضع أسوأ مما كانت عليه. كذلك ذكر العديد من الناس قصة ” بيرني مادوف ” المحتال الاستثماري. كان الأمر ؛ حيث بدا أن كل شخص له رأي مغاير للآخرين ، والكل متيقن من صحة رأيه… متيقن من أنه إما يملك السر الذي يجعل الأموال تزيد ، أو الدليل على أن الأموال سوف لا محالة ، فشعر ” سام ” بالذعر ؛ فهو يحتاج إلى هذه الأموال ؛ إذ كان يريد إرسال أبنائه إلى الجامعة ، ولم يكن يستطيع أن نفسه لخطر خسارتها. لذا انتهى الأمر ” سام ” بأنه… لم يفعل . ولكن لم الحال مع ” سام ” بأن خسرت الأموال التي كان يدخرها من قيمتها بسبب التضخم ، بل حققت البورصة كذلك في تلك الفترة ؛ وبالطبع لم ينتفع ” سام ” من هذه المكاسب بشيء ، ولم ينطلق ” سام ” في أي اتجاه ، وظل في مكانه دون أن يفعل أي شيء ؛ لأن كل هذا القدر الهائل من الخيارات ، والشكوك المتعلقة بالخيارات الاستثمارية ، والاقتصاد وقطاع الخدمات المالية ، أدى إلى شلل حركته.
بطاقة الفهرسة لماذا لا ينبغي
6.00 ر.ع.
قبل سنوات قليلة ، تسلم ” سام ” بعد وفاة والده ، وبسبب حزنه الكبير ، ووقوعه تحت ضغوط متطلبات العمل ، وحياته الزوجية ، وتربية الأبناء ، لم يستطع اتخاذ ق
متوفر في المخزون
الكود:
6281072090777
المؤلف:
هيلان اولين هارولاد بولاك
الناشر:
مكتبة جرير السعودية