الغريب

تبدأ الرواية بيرقية من دار المسنين ” ميرسو ” ماتت الأم ، الدفن ، تحيات طيبة “. تقع دار المسنين في ( مارينجو ) على مسافة ثمانين كيلو عن الجزائر العاصمة… من هنا تتصاعد الأحداث بتواتر مظهره اللامبالاة وجوهره السخرية… يتوغل ” ميرسو الراوي ” في وصف المسنين ، ويصف الجنازة. لم تأت ” ميرسو ” مشاعر في تلك اللحظات سوى… أنه كان يدخن ويشرب القهوة باللبن مع حارس الدار… تلاشى كل ذلك في لحظة رغبة عارمة… تموج بالإشتهاء حين يلتقي صديقته… التي تحدث نفسها عنه أنه غريب الأطوار ، ثم نرى ذهاب ” ميرسو ” للسينما لمشاهدة فيلم كوميدي بعد دفنه والدته!… يرتكب ” ميرسو ” جريمة قتل في حق شخص عربي ، حتى يحصل ” ميرسو ” على حكم بالإعدام ، هذا الحكم الذي يغلق فيه ” كامو ” روايته على لسان ” ميرسو ” : ” في ذلك الليل الذي يفيض بالنجوم… أحسست للمرة الاولى بعذوبة ورقة اللامبالاة وأحسست أنني كنت في يوم من الأيام ، ولا زلت حتى الآن ، أتمنى أن ينتهي كل شيء وأتمنى أن أكون هناك أقل وحدة من هنا ، ولم يبق سوى أن أتمنى أن يكون هناك الكثير من المتفرجين يوم الإعدام ، وأن يستقبلوني بصرخات الحقد والغضب “… كان ” الغريب ” أولى روايات كامو ، وهي التي تسببت في شهرته ، وهي لا تحكي قصة شخص مغترب عن أرضه لكنها تحكي قصة ” ميرسو ” غريب الأطوار. ” ميرسو ” فرنسي يعيش في الجزائر في وهران بين العديد من الأوروبيين الذين يحتلون المدينة بأكملها ، كان الغريب يقبل حياته كما هي على الدوام كانت. ميزة ميرسو الوحيدة هي صدقه الشديد في التعبير عن مشاعره ، فلم يحاول في أي موقف من المواقف التي تعرض لها التعبير عن شيء لا يشعر به لكي يبدو في عيون الآخرين.