جهاز هضمي سليم لصحة افضل

قال ” أبقراط ” ، أبوالطب ، إن كل الأمراض تبدأ من الأمعاء ، ولقد مضى منذ عهد أبقراط ، واكتشفنا أن من الأمراض جينية في الأصل ، الجزء الذي لا يزال حتى اليوم في هذه المقولة ، هو أنك لن تكون معافى ما لم تكن قناتك الهضمية سليمة ، حتى لو كنت بما يكفي لترث مجموعة من الجينات الجيدة ( جينوم ) ، فبعد ما يقرب من ٤٠ من مزاولة الطب ، أعتقد أن العافية والعمر المديد إنما يعتمدان على سلامة القناة الهضمية والكبد. فإمداد الجسم بالتغذية السليمة والماء ، من أهم ضروريات الحياة. الاستمتاع إحدى أعظم متع الحياة ، ونشترك فيه كبشر. لكن بالنسبة إلى الكثيرين ، يمكن لاضطرابات الجهاز الهضمي ، أن متعة الطعام ، وإمداد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية من أجل التمتع بصحة جيدة ، فقد حمية غذائية ، لكنك لن تستطيع أن تنتفع بالعناصر الغذائية الموجودة في الأطعمة الصحية ، إذا كان أي من الكبد ، أو البنكرياس ، أو الأمعاء لا يعمل على نحو سليم. وعلى أية حال ، فالقناة الهضمية أكبر من أن تكون مجرد مصدر للسعادة والعناصر الغذائية ؛ فقد بدأنا ندرك على مدار العقود الأخيرة أن الأمعاء تؤدي في كل جوانب صحتنا. واكتشفنا أن هناك روابط بين سلامة الأمعاء وأمراض الصحة النفسية ، والسكر ، والقصور المناعي ، والسمنة ، والتوحد. وتعتبر العلاقة بين سلامة الأمعاء والصحة النفسية ، للاهتمام على نحو خاص ؛ حيث أصبحت الأمعاء تعرف الآن ” المخ ” الثاني ؛ وذلك لأنها أكبر قدر من الناقلات العصبية ( الأمينات حيوية المنشأ ). ومن ثم ، فهي تفرز كمية أكبر من هرمون السيروتونين أكثر مما المخ. ويعرف السيروتونين ” هرمون السعادة ” ؛ لأنه يؤثر في مزاجنا ، ونومنا ، وطاقتنا. ونتيجة للبحث العلمي في العلاقة بين الأمعاء والمخ ، صرنا نعرف أن حالة أمعائنا لها تأثير بالغ في صحتنا النفسية. فلو كان هناك التهاب بالأمعاء ، فقد يكون هناك التهاب بالمخ ، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات مزاجية ، واضطرابات في الجهاز العصبي. ويتأثر جسدنا بأكمله إلى حد كبير بالكائنات الدقيقة الموجودة في أمعائنا ، هذه الكتلة البكتيرية بالميكروبيوم ؛ فإذا اختل توازن هذا الميكروبيوم ، بحيث تسود البكتيريا الضارة ، فسينتج عن ذلك التهاب يؤدي إلى ضغط واسع الانتشار على كل جزء من البدن ؛ فالمجموع الجيني للإنسان يتكون من نحو ٣٥٠٠٠ جين ، في حين يتكون المجموع الجيني للميكروبيوم من نحو مليون جين ؛ ومن ثم ، فإن جيناتنا البشرية أقل بكثير من جيناتنا البكتيرية. هذا الكتاب بالمبادئ الأساسية لصحة الجهاز الهضمي ، كما بالتقنيات التي ستساعدك على معالجة المشكلات الهضمية والمعوية بأشكالها المختلفة ، كما سيقدم إليك وصفات لذيذة للكبد والأمعاء لتستمتع بها ، المشكلات الخاصة بالأمعاء.