محاولة رقم 7

قصائد محمود درويش ظاهرة حداثية لافتة في تاريخ الشعرية العربية ، تأخذه لغته التشكيلية إلى عوالم لا حدود لها ، يبحر من خلالها إلى آفاق تأملية ، في الأمكنة والأزمنة لتأسيس مشهد شعري يترادف عبر متنه النص محمول الدلالة والصوت ، ففي ( محاولة رقم 7 ) يبدو الشاعر بالأصوات التي تستظل عبارته الشعرية وما ينطوي تحتها من قيمات فنية وتشكيلية وصوتية تثري المعنى الداخلي للقصيدة. في القصيدة التي يفتتح بها ديوانه والمعنونة ( كأني أحبك ) يقول الشاعر : “… كأن الجبال اختفت كلها وكأني كأن الفرنسي بالبضائع والناس كل البضائع شرعية آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي بالوراء الذي سيفي الدمشقي بالدفاع عن ليس لسيفي بأصل الخلافة فاتهموني علقوني على البرج وانصرفوا لترميم قصد الضيافة.. كأني أحبك … “. هكذا يبدو الشاعر في اعتناء بصوره الشعرية عبر المقاربة الحسية بين الكلمة ومعناها ، فالشاعر لا يكتب إلا ليحرز المعنى ، في الشعر ، عبر فاعلية اللغة. يضم الديوان إحدى عشر قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية : ” كأني أحبك ” ، ” النزول من الكرمل ” ، ” الخروج من ساحل المتوسط ” ، ” النهر غريب وأنت حبيبي ” ، ” تأملات في لوحة غائبة ” ، ” بين حلمي وبين إسمه كان موتي ” ، ” طوبى لشيء لم يصل! ” ، ” موت آخر ” (… ) وقصائد أخرى.