كانت ميرا فتاة طبيعية قبل أن تتعرض لحادث جعلها مختلفة، اختل توازن حاسّة من حواسها، فأدركت أن حياتها بعد الحادث لن تكون كما قبله.. أصبحت ميرا لا تجيد القراءة، أو حتى تحديد أماكن الأشياء، كلها تغيرت، أو تضاربت، ترى الحروف ولكن من دون معنى.. لم تستسلم ميرا، أبعدت الأفكار السلبية عن رأسها، … وشكّلت طريقها الخاص كما تراه هي، كوّنت عالمها المختلف، وأنشدّت معزوفتها الخاصة، معزوفة صمّاء واحدة، لا يستمع إليها غيرها.. نجحت ميرا عندما رسمت لها عالماً يشبهها في اختلافه، خطوطه من ألم وأمل، فعاشته بصمتها الفائض من عينيها، معزوفةً صمّاء، ولكنها تنبض بالحياة.. أدركت ميرا أخيراً أن في الضعف قوة، وفي بعض الاختلاف تميزاً.. من أجواء الرواية نقرأ: “شعرتُ بأنني أيضاً بعد كل الجولات السابقة معهنّ، بدأت تعلُّم الرقص على ألحان الأزقّة. كيف لم أع ذلك؟ هل كانت جدتي وصديقاتها الأرامل يحاولن أن أَمْتّهِن الرقص لأكمل تلك القفزات الدائرية، أو ربما المخروطية التي لا يستطعن القيام بها في أعمارهن؟ ربما حينها أيضاً سيرينني إنني منهن ولست مختلفة، سأرقص على تلك المعزوفة الصمّاء التي تتراءى إليَّ بتشكيل عالميْ المضطرب، بهياكل خطيَّة تتدرّج بين فحم ملطّخ بحكايات وأساطير رُويَتْ بين الضرائح الصحراوية. أعتقد أنني لمحت هيكلاً لم أرسمه أنا، ربما رسمه شخص آخر وهو على وشك أن يقوم بوَصلتِه الراقصة، ولكنه كان يراقبني، ربما لأنه اختفى بين ذلك الباب المفتوح؛ أقصد الفارغ”.
تم إضافة “رؤى” إلى سلة مشترياتك. عرض السلة
معزوفة صماء
4.00 ر.ع.
متوفر في المخزون
الكود:
9789948803348
المؤلف:
منى عب القادر العلي
الناشر:
الدار العربية ناشرون