تداع

2.50 ر.ع.

متوفر في المخزون

الكود:
9789933926212
المؤلف:
انتونيو غارثيا انخيل
الناشر:
دار المدي

الوصف

لا يترك الكاتب والروائي الكولومبي أنتونيو غارثيا آنخيل مساحة في جمله القصيرة، وإنتقالاته الفجائية بين ‏الحلم والواقع، تفصيلاً من تفاصيل حياة مدينة بوغوتا اليومية إلا وتوقف عنده أو أسهب في وصفه في روايته ‏هذه “تداع”، أقل ما يقال عنها حكاية لصورة مقصودة عن تلك المدينة المتارجحة بين مشاهد الفقر وملامح … ‏ثقافة العولمة وظلالها.‏ ‎ ‎ متوالية من المشاهد اليومية المتكررة بين أمكنة المدينة عمد الكاتب إليها من أجل تكريس وجودها وتأكيد ‏هويتها، فصلاً عن محاولة حثيثة منه لجعل مدينته حاضرة على إمتداد أحداث الرواية، فهو يجيد التنقل في ‏المشاهد والأحداث، بل يصر على ذلك، عبر فضاءات المدينة المفتوحة والمغلقة على حد سواء.‏ ‎ ‎ إذن هي رواية “مدينة” وهذا ما يؤكده أنتونيو غارثيا آنخيل نفسه عندما يذكر في إحدى المقابلات قائلاً: “نعم ‏إنها رواية مدينة، إنها بوغوتا”، بوغوتا التي عاش فيها أكثر من نصف حياته، يقدمها في صورة تعكس حياة ‏واقع الطبقة المتوسطة التي ينتمي إليقها “خورخه” شخصيتها الرئيسة، المقتحمة بعمق لهذه المدينة والمكتشفة ‏لأجزاءٍ مدهشة من عالمها.‏ ‎ ‎ وصفت هذه الرواية بأنها “كافكاوية” بإمتياز إذ إنها تعيد خلق حياة شخصية “خورخه” الشبيهة بشخصية ‏‏”غريغوريو” بطل رواية المسخ للكاتب الألماني فرانز كافكا، حيث يواظب خورخه على التحرك في حلقة من ‏الأحداث اليومية الروتينية التي تتخلها مشاهد درامية بسيطة لا تخلو من عجائبية تأتي إما بصورة أحلام أو ‏أحداث تتداخل فيما بينها بنحو غير محسوس، وتندمج مع مشاهد فرعية أخرى تكثف من عجائبيتها لتُوقع ‏قارئها في حيرة البحث عن خيوط الحقيقة.‏ ‎ ‎ لكن تداخل الأحداث مع الأحاديث سرعان ما يضعنا أمام فانتازيا أو غرائبية تخرجنا بين الحين والآخر من ‏شعور بالملل والحزن وإحساس بالوحدة والرتابة يلازمنا حتى آخر مشهد في الرواية.‏ ‎ ‎ وُصفت رواية “تداعٍ” بأنها واحدة من أفضل الروايات التي صدرت في كولومبيا في العام 2016، إذ إنها ‏عكست صورة لمدينة تعيش بلا رحمة، مدينة لا تستكين ولا تعرف إلا قسوة العيش.‏ ‎ ‎ وعُدّت من أهم النتاجات الروائية في كولومبيا وأميركا اللاتينية، وأنها وجه بوغوتا الحقيقي الذي لم يعكسه ‏عمل آخر، على الرغم من أنها تقود في الجانب الآخر منها إلى نتاج لمسناه في أعمال كافكا وهو يكتب عن ‏خيبات “جوزيف كي” أو في أعمال خوان رولفو وهو يبحث عن سوزانا سان خوان في أحد نصوصه، وفوق ‏ما ذكرناه، ينبغي أن نضيف أيضاً ما امتلأت به من مزاج مركب.‏