المارد يلتهم ضفائري

أقف دوماً بجانبك أمام مرآتك وأنتِ لا تستطيعين رؤيتي، تتمزقين ببطء شديد، تحاولين البحث عما سقط منك دون جدوى، تستديرين مراراً أمام تلك المرآة للبحث عن شعرك الذي رحل وعن ضفائرك التي التهمها المارد وما زال ذلك المشط على الرفّ يردد أغانيك القديمة “أعيش في حنين لوقع المطر، لضوء القمر، … ورسم المصير”. أخبرني ذلك المشط عن كل الأغاني القديمة التي كنتما ترددانها معاً في الماضي وقبل قدوم المارد. أخبرني عن الحكايات، عن الأسرار، عن أحلام المستقبل التي زرعتِها في ذاكرة المرآة، ولكن أصبحت تلك المرآة هي العدو الآخر بعد المارد، ليعود صدى الأغاني الذابل مردداً: يتيمتان تانك العينان اللتان أراهما في المرآة..!.