احفر العلامة

ما نقرأ وروايات تعجبنا ونستمتع بمطالعتها ، غير أن تلك الروايات التي تجمع بين الخيال والواقع ، وتحفر في نفوسنا ، وتترك فيها إنسانية منها العبر قليلة . وفي رواية « العلامة » ، تترك المؤلفة ” فيرونيكا روث ” بصمتها الفريدة والمميزة في الدمج بين المتعة والخيال والقيم الإنسانية بأسلوب وسلس في آن واحد.. في رواية « العلامة » ، يعيش الأبطال على كوكب ثوفية ، منهم بهبة بها بها عن سواه ؛ حيث إن منهم يعيش تجاربه الخاصة التي تحمل له الأفراح أو الأتراح. وبفضل تلك الهبات الخاصة ، حياة بعض أولئك الأبطال إلى جحيم. فها هي سايرا تعاني بسبب هبتها التي لم تمنحها سوى الألم ؛ حيث تشعر بالألم بشكل مستمر ، ولا من ألمها ذاك إلا حين تسكبه في روح أي شخص تلامسه أو تمسكه ، حتى بات الاقتراب منها بمثابة لعنة عليها وعلى من يقترب منها في آن واحد. ولاسيما بعد أن صار أخوها الملك رايزك لإيذاء أعدائه… حتى باتت تتجنب الآخرين كي لا تكون في إيلامهم أو هلاكهم… الملك رايزك فكان يحسن الاستفادة من هبته التي تتيح له الولوج إلى عقول الآخرين ، من بمصائر الجميع إلى أقصى حد… غير أن القدر يأبى أن يترك سايرا وحيدة وهي تعاني من ألمها بمفردها ، لها خشبة الخلاص بالخادم والأسير أكوس ، فهو الوحيد في العالم القادر على تخليصها من ألمها من دون أن يتأثر بهبتها المؤذية تلك ، ومن دون أن ينتقل إليه ألمها. تولد علاقة بين سايرا وأكوس تتخطى علاقة سيدة بخادمها ؛ وتسمو إلى علاقة إنسانية مميزة تجمع بين روحين ، قدرين ، وربما مصير …