بين ضفتي هذا الكتاب ثلاثين حكاية من الزمن العربي الممتد ، من زمن الفرسان ، الذين لا تقف حدود طموحاتهم عند حاضرهم ، فكان لهم مع مجيء رسالة الإسلام
والشهادة في سبيله ما أرادوه من مواجهة وانتصار على الزمان ذاته ، ثم على زمن بدأ بفتنة ، الشجاعة الدهاء ، وهو زمن الملوك. زمن ضاقت
الأرض فيه على المتصارعين على العرش بما رحبت من فتوحات وانتصارات ، فكان لابد لهم من التخلص من بعضهم البعض ولو جمعتهم أخوة الدم. وسرعان ما أدت هذه الصراعات لسقوط
الأمويين والعباسيين ، ممهدة الطريق لزمن الجلبان ، مرتزقة من الترك والمماليك والسلاجقة وغيرهم. فصار بدل الخليفة ألف خليفة ، لا يملكون ولا يحكمون. ومن بعدها ، تناوبت الدول
المحتلة من كل حدب وصوب حتى صرنا في زمن مليء باليأس ولكنه لا يخلو من الأمل. فيه رجال حالمون ، وانتفاضات ذبيحة ، ورغبة تواقة للتغيير وثورات كامنة تحت
التراب وأخرى ظهور للنور ، ومازلنا في انتظار زمن عربي جديد ، ومخاض جديد وولادة جديدة.