منذ أن هذا الكتاب للمرة الأولى في عام ١٩٩٨ ، طرأ العديد من التغيرات على كل من مجال العلوم العصبية ، وعيادات آمين ؛ فقد تطورت خبرتنا الطبية في
مجالات تشخيص أمراض المخ وعلاجها ، وتحسين كفاءتهما مضاعفة ، كما توسعت نشاطاتنا من عيادة طبية واحدة تخدم سكان شمال كاليفورنيا فقط ، لتصبح مجموعة من العيادات المنتشرة في
كل أنحاء البلاد تعالج الأطفال ، والمراهقين ، والبالغين من ١١١ دولة. كذلك زادت قاعدة بياناتنا الخاصة بفحوص التصوير الطبي للمخ بأشعة جاما وهو الفحص الأساسي للتصوير الوظيفي للمخ الذي
نستخدمه في عيادات آمين من نحو خمسة آلاف فحص بالأشعة في عام ١٩٩٨ إلى أكثر من مائة ألف فحص في عام ٢٠١٥ ؛ ما جعلنا من الرواد العالميين في تطبيق
علوم تصوير المخ ، لمساعدة من يعانون المشكلات الانفعالية كالتوتر ، والاكتئاب ، والاضطراب ثنائي القطب ؛ والتحديات السلوكية كأنواع الإدمان المختلفة ، أو ضبط الوزن ، أو الغضب ،
أو المشكلات المعرفية ، كضبابية الدماغ ، أو مشكلات الذاكرة ، وصعوبات التعلم ، ومن بينها اضطراب نقص الانتباه ، الذي يدعى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. وعندما
هذا الكتاب للمرة الأولى ، كان الفريق الطبي في عيادات آمين يصف للمرضى عقاقير لعلاج الأمراض النفسية ، أكثر مما نفعل اليوم ؛ فقد أصبحنا اليوم نختار أكثر طبيعية
لعلاج المخ وتقويته ؛ كالمكملات ، وإدخال تغييرات على نمط الحياة ( من ناحية التغذية ، أو التمرينات ، أو اكتساب معرفة جديدة ، وهكذا ) متى كان ذلك .
وبينما لا نزال نستخدم العقاقير الطبية عند الحاجة ، ونؤمن بأنها تنقذ حياة المرضى عند استخدامها بالشكل الصحيح ، فإننا نؤمن بأنه على الأطباء ألا يؤذوا المرضى ،
وأن يستخدموا الأساليب العلاجية الأقل سمية ، والأكثر فاعلية ؛ فليس من الغريب أن يأتي مريض جديد إلى عيادات آمين للمرة الأولى بعدما داوم على تناول أربعة ، أو خمسة
، أو ثمانية عقاقير وصفها له الطبيب ، ولا يزال يعاني المرض ، وهو الأمر الذي أصبح الآن لا يدعو إلى الاستغراب. وقد حدث بالفعل أن أتى طفل إلى عيادتنا
الموجودة في مدينة رستون بولاية فيرجينيا ، وهو يداوم على تناول سبعة عشر . ولذلك فإننا نستغرق لإيقاف المرضى عن تناول هذه العقاقير أكثر من الوقت الذي نستغرقه في
وصف عقاقير جديدة لهم. وقد اكتشفنا أن معظم مرضانا الجدد لم يقترح عليهم أطباؤهم القدامى اتباع نمط حياة صحي ، أو تناول مكمل طبي قبل مجيئهم إلينا.