لا أدري من أين جاءتنا هذه الفكرة ، ولكنها جاءت. الفكرة التي تقول بأن ثمة وراء الأشياء ؛ الحياة وما بينهما. الحكمة ، المغزى ، البصيرة الخبيثة في
التفاصيل.. أن بأنها موجودة. ذلك ، كلنا أن بأن ثمة حكمة وراء شيء ، من شأن ذلك أن يشعرنا أقل على هذه
الأرض. تعيش حياتك إليك بأنك تبحث عن المعنى ، عن الجوهر الملتبس في بألف تويج. أنك تفتح التويجات ، بعد الآخر ، إلى الوردة.
تعيش بأن ثمة وردة ، أن للوردة قلب ، أن المعنى في القلب ، أن المعنى ، وجوده يسبق وجودك ، ما عليك فعله هو أن
تبحث عنه.. بهذه العبارات تقدم الأديبة الكويتية بثينة العيسى كتابها ( ) وقد لعبة البحث عن المعنى في أربع حاءات هي ” الحياة ” ، ” ”
، ” الحرية ” ، ” الحقيقة “. فتبدو القراءة معه هي ضرب من الاستعداد لاستخلاص المعاني الممكنة ، والمحتملة ، التي يجد القارئ ما يسوغها حين يؤول النص ،
كل مفردة من مفرداته في وجوهها المختلفة بحيث يعيد ترتيب الحروف ويختار المعنى الذي يناسبه ، ” خذ كلمة ؛ فككها وتهجأ حروفها. بأس. هل
أصبحت تفهم أكثر ؟ هل ترى طبيعته المزدوجة ، المتصارعتين في أعماقه ، والبأس ؟ هذا اجتهاد يخصني. وأنت قد إلى كلمتين مختلفتين ؛ الحاء
بطش ؟ (… ) الكلمة التي ستنبت من حرف ، هي تخصك. كلمة تشبهك ، كلمة هي صديقتك وحبيبتك ، تحت جلدك في قلبك
كما لو كانت المكان… “. وبهذا المعنى لا تعدو الكتابة لمن يكتب والقراءة لمن يقرأ سبق سوى إعادة انتاج للمعنى ، وتنوع للدلالات ، ما لا يحصى
، وما يتناسب والظروف المؤثرة في الكتابة تارة ، وفي القراءة ، تارة أخرى. إن النموذج الكتابي الذي تقدمه بثينة العيسى هنا يحمل خصوصية الكتابة المختلفة ؛ فهي
كتابة متعددة المعاني متصلة بالحياة والذات والتجربة ؛ وهو ما رسخته الكاتبة منذ بواكير أعمالها ، وإلى اليوم ، إنه نموذج لم ترثه عن أحد ، هي من صنعته وأبدعته
، بكل تفاصيله وقيمه الجمالية واللغوية ؛ فاستحقت القراءة. يضم الكتاب ( مقالات ) للكاتبة بثينة العيسى ، في مجلة الصدى الإماراتية ، بين الأعوام ( 2012 2016
). توزعت في الكتاب تحت العناوين الرئيسية اللآتية : 1 الحياة ، ويضم سبع مقالات ، 2 ، ويضم سبع مقالات ، 3 الحرية ، ويضم اثنا عشر
، 4 الحقيقة ، ويضم خمسة عشر .