بيعت كلها
.اصبح ثقل النكبة على نفسيّة الطفل موازياً لثقل صخرة على خوخة. ويتكسّر شيء في اعماقي، ويحدث اول تشقق في الاعمدة التي تقوم عليها طفولتي، طفولتي التي كانت تعيش وسط حدائق، خضراء وايامها ايام عيد، وانا الهو في عالم متعدد الالوان تجيء ريح صرصر وتعبث بالوردات. وكلما زاد الثقل على الخوخة، اصلبَّ عودها، … وعرفتُ أكثر السير على الطريق من تحت الثقل. تجيء النكبة الاخرى، يجيء الشلل مثل عدو ارهابي ليستبدّ، ويغرز مخالبه، ولتتم الحلقة من حولي، ورحت اعتبر ان الحياة صفعتني، ولم انكسر، بقيت واقفاً بكل نبل امام تيار الزمن. وكنت ، وانا تحت حرارة المعاناة، ومنهك الانفاس، ابحث لي عن مكان للقيلولة، اطل منه على ذاتي وعلى الاخرين ومع الوقت اجده تحت ظل كتاب، وورقة ، وقلم واليوم ، ونتيجة لكثرة التجارب التي مررت بها، والدروس التي اكتسبتها، تصبح الخوخه فوق الصخرة .