جاهد مرة أخرى كي يتحرك ولكن … هيهات! لقد تَيَبّسَ في مكانه. ولكن أمرًا غريبًا شعر به مما أثار حيرته ودهشته ؛ إنه لا يشعرُ ببرودة الثلج الذي يضع قدميه فيه والذي تحول بأكمله إلى اللون الأحمر الداكنِ مثلِ لونِ الدماء. لقد شعر بسخونةٍ بدأت تتصاعد ، حتى إنه بدأ يشعر بها فى داخله ويُحِسُّ بألمها وعندما قرر أن يصرخ من الألم لم تتجاوز صرخته فمه ، لقد فقد حاسة الكلام فاتسعت عيناه برعبٍ وفزعٍ فوضع يده فى فمه يبحث عن لسانه فلم يجده في مكانه.. كان فمُه فارغًا ليس به لسانٌ ولا أسنانٌ. سالت الدموع من عينيه عندما شعر بالعجز من موقفه هذا فأغمضهما بقوة ثم فتح عينيه مرة أخرى ليجد أمامه ما أسقط قلبه بين قدميه، فهناك وعلى مدّ البصر كان الخطر يقترب، الخطر الذى تمثل فى عاصفةٍ جليديةٍ حمراءِ اللون تقترب بسرعةٍ رهيبةٍ منه ، لم يملك إلا أن يقف عاجزًا عن الدفاع عن نفسه أو حتى الهرب من هذا الجحيم .. الجحيم الثلجىّ.