أعرف أمرين من أمور القيادة لا يؤمن بهما معظم الناس. أولهما أن القيادة قوة خارقة. وثانيهما أن كل ما تعلمناه تقريبًا عن القيادة خطأ. لقد أدى افتقاري إلى القيادة في العمل إلى انهيار شركتيَّ الأوليين، ثم مكّنتني القيادة الفاعلة فيما بعد من النهوض لتأسيس وبناء وبيع العديد من الشركات التي يقدَّر رأسمالها بعدة ملايين من الدولارات. كما أدى افتقاري إلى القيادة في البيت إلى فشل زواجي، ثم أدت بي القيادة الأسرية إلى تربية ثلاثة أطفال رائعين بوصفي والدًا منفصلًا عن زوجته. وأدى افتقاري إلى قيادة الذات إلى تخبطي، وإلى زيادة وزني واكتئابي، وبعدها قادتني قيادة ذاتي الآن إلى أن أكون بصحة جيدة، وعالي التركيز، ونشيطًا. فإن كنت تتبع نصائح إدارية تقليدية قديمة، فستدمر حياتك المهنية، أو الأسرية، أو كلتيهما. فاليوم قد قلَّت ميزانياتنا وكذلك العمالة، غير أن علينا بذل المزيد، وصار واجبًا علينا التعامل مع بيئة تملؤها التغيرات العنيفة، والتواصل الذي لا يتوقف طيلة الأيام، وكذلك مع الأجيال التي تحمل قيمًا مغايرة تمامًا لقيم آبائها. ولدى هذا الكتاب هدف واحد، هو أن يعلِّمك الكيفية التي يمكنك بها أن تصير مديرًا يرغب الجميع في العمل معه، وأن تصبح كذلك شخصًا عالي الإنجاز يتمنى كل مدير تنفيذي توظيفه؛ كل هذا دون تعقيدات، أو توتر، أو قضاء ساعات طويلة لا تنتهي في المكتب. وتدعم تلك النصائح، التي أنت بصدد الاطلاع عليها، أرضية بحثية صلبة، وترتكز إلى خبرتي في مجال ريادة الأعمال في إنشاء الشركات وتطويرها على مدى العقود الثلاثة الماضية. وتلك الشركات قد فازت بجائزة مجلة “إنْك” لأفضل 500 شركة في معدلات النمو السريع، كما فازت بجوائز “أفضل بيئة للعمل” فيما يخص مستوى رضا الموظفين. ويرتكز هذا الكتاب أيضًا على لقاءاتي الحوارية التي أجريتها مع ما يزيد على مائتي ضيف في برنامج The LEADx Leadership Podcast الإذاعي عبر الإنترنت، ولقد استقيت حكمة واقعية من معلمي الإدارة، أمثال “دان بينك”، و”ليز وايزمان”، و”كيم سكوت”، وكذلك من المديرين التنفيذيين، أمثال “جيسون فرايد”، الرئيس التنفيذي لشركة بيسكامب، و”مايك ماكديرمينت”، المدير التنفيذي لشركة فريش بوكس، و”جيم وايتهرست”، المدير التنفيذي لشركة ريد هات، وأيضًا من المختصين العسكريين من أمثال قائد الغواصات “ديفيد ماركيه”، والطيارة المقاتلة “فيرنيس أرمور”، والرائد في الجيش الأمريكي “جو بيرلي”، كما استعنت بخبراء الإنتاج من أمثال “روري فادين”، و”جيف ساندرز”، و”كريج بالانتاين”. ولقد شرعت في تأسيس أكاديمية ليد إكس (www.leadx.org) برؤية تطمح إلى إتاحة التعليم القيادي رفيع المستوى لأي شخص في أي مكان مجانًا؛ فأنا أؤمن بأن القيادة هي القوة الخارقة التي تقود إلى النجاح. ولقد قدَّم التدريب عن بعد، والمقالات، وكذلك حلقات ليد إكس الإذاعية العون إلى الناس في 192 دولة؛ كي يدركوا أن القيادة ليست خيارًا. فإذا كانت القيادة عبارة عن تأثير، فذلك يعني أننا جميعًا نقود من يحيطون بنا كل يوم. وإذا أردت الاستفادة القصوى من هذا الكتاب، فإنني أحثك على الإقدام على ثلاثة أمور. أولاً: أن تتوقف عن التشكيك؛ فكل فصل من فصول الكتاب مليء بالنصائح والأساليب التي تتعارض مع الحكمة التقليدية، وحينها ستسمع صوتك الداخلي يتعجب، قائلًا: لا يمكنني فعل هذا أبدًا؛ فذلك لا يمكن تطبيقه في شركتي! وعليك ألا تعير هذا الصوت انتباهًا، إذ يمكنك التغلب على ذلك التنافر المعرفي بتحري مدى فاعلية منهجك الحالي في القيادة، وكذلك باختبار قواك الخارقة الجديدة، واحدة تلو أخرى. وثانيًا: أن تحمِّل خطة عمل هذا الكتاب من هذا الرابط (www.LEADx.org/actionplan). وستمدك هذه الخطة بنظرة عامة على المحتوى، كما أنها ستعينك على تطبيق مفاهيم جديدة في العمل وفي البيت. وثالثًا: أن تقرأ هذا الكتاب (طبعًا)، فدون التشكيك، ومع خطة العمل هذه، وفصلًا تلو آخر، ستكون ذلك المدير الذي تمنيت أن تعمل تحت إمرته