«إذا لم يكن للحياة معنى، فلِمَ لا نخلق لها معنى؟». عائلة السيد أحمد عبد الجواد تواجه أعاصير الزمن؛ فالأب المهيب يتهاوى، في حين ذبلت عائشة ابنته بعد أن فتك مرض التيفود بزوجها وابنيْها، بينما تتفرَّق الطرق بأبناء خديجة. فعبد المنعم اختار طريق تنظيم الإخوان واستمتع بجارته ثم تخلّى عنها وتزوَّج، بينما أحمد اعتنق الفكر الشيوعي في أثناء دراسته في كلية الآداب قبل أن يعمل في الصحافة، لتتواجه جماعتان تُخططان للقضاء على بعضهما البعض في منزل واحد. ورواية “السكرية” صدرت طبعتها الأولى عام 1957، وهي الجزء الثالث من “الثلاثية” التي هي – في الأصل- رواية واحدة، ثم جرى تقسيمها إلى 3 روايات منفصلة نظرًا إلى ضخامتها. غير أن السكرية حي دكاكين لبيع السكر، وهو في الجانب الجنوبي لشارع المعز لدين الله. وتتميَّز الرواية بالحوارات السياسية المعمَّقة والكاشفة؛ فبينما يُقرّ أحدهم بأن: «الإخوان يصطنعون عملية تزييف هائلة»، يهتف آخر: «كيف نكون أمة متحضرة والعساكر تحكمنا؟»، ولكن تبقى الحقيقة الدائمة أن: «الوطنية كالحبّ من القوى التي نذعن لها وإن لم نؤمن بها». وقد استلهمت السينما من “السكرية” فيلمًا يحمل نفس الاسم، أخرجه حسن الإمام عام 1973، وقام ببطولته: يحيى شاهين ونور الشريف وميرفت أمين.