كوني صحابية

وتمضي الأيام ، فتأكل من عمرنا ما تأكله ، ولا يتبقى لنا تاريخ يحفظه ليحسب كم مضى من العمر ، ويتساءل بفضول عن ما تبقى ، بين لحظات سعيدة ، وأخرى فيها على الزمان الذي ويشغل فينا الكثير ، فنقولها وبصدق يا ليتني في عهد الصحابة. نهرب بتلك الأمنية المستحيلة إلى عرفناهم من بين سطور السيرة العطرة ، فأحببنا فيهم عدل عمر ، ورفق الصديق ، وحكمة ، والنور الذي حظي به عثمان ، والصوت الندي الذي رزق به بلال. ومن الرائع أن تتألق في هذا العهد الطاهر صحابيات رائعات ، كل واحدة منهن كوكب وحدها لو في سيرتها لتغيرت أحوالنا نحن النساء ، ولكانت كل فتاة مسلمة بلسان حالها وأفعالها. واليوم أقف تحت ضوء كوكب عظيم لفتاة رائعة عرفنا عنها أنها الابنة البارة بأبيها. كما تفعلين حبيبتي عندما تستقبلين كل يوم بوجه بشوش ينحني بأمر من قلبك البار ليطبع قبلة على طالما حملك صغيرة ، ورفع لفمك الحلوى اللذيذة ، طالما راقبت عيناه حالك وأنت تتذوقينها فتبسمت بحنان ورحمة. هكذا كانت أسيرة الحب ، إنها أسماء بنت أبي بكر. أسرها حب أبيها فكانت عندما أعانته على الهجرة فحملت له وللنبي الزاد وهما في غار ثور ، وكم كان على الحق عندما أتاها أبو جهلليستدرجها لتبوح بسر أبيها وتخبره عن مكانه ، فأبت ولم تتكلم وانصرف من ثباتها بعد أن لطمها بقسوة.