تدور أحداث هذه الرواية ، بخيالها الطليق ، وواقعيتها المجنونة في عالم المستقبل ، وبقدر ما تتأمل ، بقدر ما تتأمل أحوال البشر في كل مكان. في زمن
لم يعد فيه الإنسان على التمييز ما إذا كان الإنسان الذي يقف مقابله هو شبيهه أم قاتله! « الثانية » رواية جديدة يفاجئ فيها إبراهيم نصرالله قارئاته
وقراءه ، مستمر ، على استحضار المستقبل من قلب الظلام ، من خلال شخصيات تتحرك في طبيعة منتهكة ، ونور أقل ، وهواء قليل يبدو فيه التقاط الأنفاس
مهمة مستحيلة! وإذا كان نصرالله قد كرس رواياته الخمس السابقة التي ضمها مشروعه الروائي ( الشرفات ) ، لقراءة واقع السلطة ومعناها ، المختلفة ، فإنه يقدم في هذه
الرواية خلاصة الماضي كما يراه في المستقبل ، لتبدو الروايات الخمس ، وإن كانت منفصلة عن هذا العمل بأحداثها وشخصياتها ، هي المقدمات الأوسع لحرب الكلب هذه. تأمل عميق
لنزوع التوحش في القلب البشري ضد كل ما يحيط به ، واستبطان بصير لقدرة البشر على إبادة بعضهم بعضا بسبب اختلافهم ، وإبادة بعضهم بعضا بسبب تشابههم ، عبر كوميديا
سوداء حارقة ، ورصد لعالم بلا أبواب نجاة. رواية إنسانية رحبة ، عن أزمنة ضيقة ، وعن تاريخ العنف ، لا تحذرنا من المستقبل فقط ، بقدر ما تحذرنا
من الماضي وأحداثه ، الماضي الذي هو حاضرنا وغدنا! وتبقى الصراحة العالية التي بعد انتهائنا من قراءة هذا العمل المختلف : على أحدهم أن يقول لنا بوضوح ما الذي
يريده الإنسان ؟ الناشر