التعامل مع الفيل الموجود في الغرفة

عندما أريد كيفية فعل شيء ما ، أبحث عن كتاب يناقش الموضوع ، ومن أقرأ الكتاب وأكتسب أكبر قدر ممكن من المعلومات ، ثم أحاول تنفيذ الأمر. ما يكلل مجهودي بالنجاح ، لكن قد يستغرق ذلك . على سبيل المثال ، إذا كان صنبور به تسريب ، أحضر عن إنجاز أعمال السباكة بنفسك. ثم أقرأ عن آلية عمل الصنابير ، ثم أدرس أنواع الصنابير المختلفة ، وأقرأ عن أسباب التسريبات والحلول الأكثر لإصلاح تلك التسريبات ، ثم أتأكد من أن لدي الأدوات المناسبة ، وأبدأ العمل على إصلاح الصنبور. الكتاب في يد ومفتاح الربط في اليد الأخرى ، وسأشرع في فك الصنبور. وبعد كل خطوة سأتحقق من الكتاب للتأكد من أنني نفذت ذلك بطريقة صحيحة وللتعرف على الخطوة التالية. ثم في فترة لاحقة ، قابلت والد زوجتي. عندما كان يريد إصلاح شيء ما لم يكن يقرأ ، بل كان يمسك ببعض الأدوات ويبدأ تفكيك هذا الشيء. كان يستكشفه من خلال البحث والتجريب ، وفي كل مرة كان يحدد ما ينبغي فعله ، وكانت طريقته تستغرق أقل بكثير من طريقتي. كانت عائلته تهوى التزلج على الماء ، لذلك عندما تزوجت من ابنته علمني كيف أتزلج على الماء ، وقال لي حينئذ : ” إياك أن تحضر عن التزلج على الماء ، سأسلمك وأدفعك عن مؤخرة القارب ، ومن الأفضل أن تتشبث ” ، وسرعان ما تعلمت التزلج. لقد تحسنت بمرور السنين. ما زلت أحب القراءة عن الأشياء ، لكنني تعلمت قيمة الشروع في شيء ما ببساطة. إن العلاقات تتطلب القدرة على فعل الأمرين ، فهي معقدة وعشوائية ، ولا تأتي جاهزة بالتعليمات الإرشادية. وبوسع الكتب أن تساعد في فهمها ، لكن علينا أن نرمي بأنفسنا في خضم الأمر ، ونتولى العمل الشاق لتنمية تلك العلاقات. إذن لنبدأ باستكشاف منهجية الكتاب. يستكشف هذا القسم طريقة سير العلاقات والتواصل من الأساس ، وبمجرد أن نرسي هذا الأساس سنكتسب الأدوات التي نحتاج إليها ، ونتعلم مهارات تكوين العلاقات التي تزدهر من تلك التي تقتصر على مجرد البقاء.